
هل نحن حقًا في حاجة للعادات؟ .. هذا سؤال بسيط سألته عندما أردت البحث أكثر عن العادات اليومية.. نحن نوجد العادة، لأننا بالطبيعة نريد أن نفعل أمورنا اليومية بأقل مجهود ذهني، وأكتشفت أن عاداتي تشكل هويتي وهويتي تحدد عاداتي.. فإن كنت في قرارة نفسي أقر إني شخص قارء، فهذا سيؤدي إلى أن تكون القراءة هي جزء من يومي وبالتالي هي عادة عندي.. وإذا كانت عالقراءة من عاداتي فمع الوقت سأصبح بالتأكيد قارء وهكذا تتشكل هويتي أمام نفسي والآخرين كشخص قارء.
ماهي عاداتك اليومية؟ .. ابحث عنها لإنها بالتأكد تشكل هويتك أمام نفسك وأمام الآخرين.. أنظر! هناك شخص كان معروف عنه أن صانع خير فهو لا يتوقف عن التجول بين المدن ليشفي المرضى.. كانت عاداته اليومية التحرك من مكان لمكان ليشفي ويحرر المرضى.. لذا أصبحت هويته أمام العامةتتلخص في عبارة “جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا
وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ” (أعمال 10 : 38)
عادات المسيح
كان للمسيح عادات تذكرها لنا الأناجيل وهو في حياة تجسده على الأرض
1- ذهابه للمجمع
«ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ» (لوقا4: 16)
2- الصلاة منفردًا في جبل الزيتون
«خرج ومضى كالعادة إلى جبل الزيتون» (لوقا22: 39)
3- يُعلم الجموع
«فاجتمع إليه جموع أيضاً، وكعادته كان أيضاً يعلمهم» (مرقس10: 1).
مصادر مفيدة
- ملخص كتاب”قوة العادة” لتشارلز دهوج
- كتاب : Redeeming Your Time
- مقال: هل يسوع كان لديه عادات؟
- مقال: الحياة المسيحية والعادات
- Book: The Jesus Priorities: 8 Essential Habits
- Book: The Jesus Habits: Exercising the Spiritual Disciplines of Jesus
- Article: The Routines & Habits of Jesus
- بودكاست: مناقشة كتاب-العادات الذرية
- ملخص لكيفية أكتساب عادة جديدة
القوانين الأربعة لاكتساب العادات
القانون الأول : اجعلها واضحة
من أكثر الأخطاء شيوعاً هو أن نكتفي بالنوايا الحسنة لبدء عادة جيدة، وتعدّ هذه الاستراتيجية سبباً رئيسياً للفشل لبدء أيّ محاولة جادة.
فممارستك للعادة تلقائية في الغالب بمجرد وجود الحافز أو الإشارة، فاستيقاظك في الصباح أو ذهاب للعمل هو إشارة لشرب القهوة مثلاً، لذلك، عند بناء عادة جديدة يجب أن تحدّد إشارة لتذكيرك بالعادة، ويجب أن تكون واضحة، إذا أردت اكتساب عادة تناول الخضروات، فيمكنك أن تضع صحن الخضار في مكان واضح وتستطيع مشاهدته بسهولة.
ومن ضمن العادات التي أمارسها هي التمرين بعد الاستيقاظ مباشرة، والاستيقاظ بالنسبة لي إشارة واضحة لأن أقوم بالتمرين، وكذلك قبل النوم أقوم بالقراءة لمدة ساعة في الغالب، والذهاب إلى النوم هو إشارة لأن أقرأ.
ولهدم عادة سلبية اعكس القانون، اجعلها مخفية
حدّد العادات التي تنوي التخلص منها، وكلّ الإشارات المتعلقة بها، هذه هي نقطة البدء، حاول اخفائها عن حواسك، مثلاً، إذا أردت التخلص من عادة قضاء الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، تستطيع مثلاً أن تُعطّل الإشعارات (الإشارة) أو أن تحذف الأيقونات الخاصة بها من جهازك.
القانون الثاني : اجعلها جذابة
يمكن اكتساب العادة من خلال جعلها مُحبّبة للنفس، مثلاً ممارسة الرياضة بشكل يومي لمدة ساعة، يتطلّب الإلتزام، ربما تكون ثقيلة على النفس وقد يُصيبك الملل مع مرور الوقت، وللتغلب على هذا الشعور اربطها مع شيء تُحبه، يمكنك الاستماع لمادة صوتية تُثير حماسك، أو التدرّب مع أحد الأصدقاء.
ولهدم عادة سلبية اعكس القانون، اجعلها غير جذابة
اكتب كلّ سلبيات عادتك التي تنوي التخلص منها، واكتب الإيجابيات التي ستعود عليك عند التخلص منها، واقرأها من حين لآخر، ستترسخ في ذاكرتك مع مرور الوقت آثار هذه العادة السلبية وتتحفز للتخلص منها، مثلاً عادة تناول الأطعمة الغير صحية، وفي كلا الحالتين ما سيعود عليك لو انتظمت بتناول طعام صحي أو غير صحي.
القانون الثالث : اجعلها سهلة
في العادة تكون مقاومتنا للتغيير نابعة من الصعوبة التي نُحسّ بها، فالخروج من دائرة ما نقوم به إلى شيء جديد صعب على النفس في البداية، ولهذا يجب تبسيط الأعمال التي نقوم بها لاكتساب العادة الجديدة، فبالرغم من أنّ ممارسة الرياضة لمدة ساعة ستعود علينا بالصحة الجيدة، لكن، ربما لا تساعدنا هذه الطريقة على المدى البعيد، يمكن أن نبدأ بنصف ساعة مثلاً، وتسهيل خطوات اكتساب العادة في البداية، لا يهمّ الحصول على نتائج مثالية، ما يهمّ هو تثبيت هذه العادة وربطها لتكون جزءاً من أنشطتنا اليومية.
إذا أردت بناء عادة القراءة، فيمكنك وضع الكتاب في مكان تشاهده دائماً، قد يكون السرير أو المكتب، هذا سيُسهّل عليك الإلتزام بالقراءة وتبسيط الأمور يجعلها أكثر تقبّلاً للنفس، قلّل خطوات ممارسة العادة لتكون سهلة.
يقترح المؤلف قاعدة الدقيقتين، أيّ أن تلتزم في بداية أيّ عادة جديدة بدقيقتين فقط.
ولهدم هذه العادة اعكس القانون، اجعلها صعبة
لا تضع الموبايل بجانب السرير حتى لا تضطر في بداية يومك لأن تفتحه وتتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى قراءة رسائل بريدك الإلكتروني، يمكنك وضعه في غرفة أخرى، بحيث لا يكون في متناول يدك، ويمكنك أن تجعلك أحد أصدقائك رقيباً عليك، أو أن تعاقب نفسك كلما عدت للعادة السلبية.
القانون الرابع : اجعلها مُرضية
ما يدفعنا لأن نكرر العادة هو وجود فائدة حقيقية منها (عائد)، ونرى تأثيره على جوانب حياتنا، وهذا القانون مرتبط بالمكافأة، مع كلّ نجاح تحقّقه يجب أن تُكافيء نفسك بطرقة مُرضية، وتتناسب مع هذا النجاح.
بمعنى أنك إذا نجحت في حِميتك الغذائية وإنقاص وزنك خلال الفترة الزمنية التي حدّدتها، لا تجعل مكافأتك بتناول المزيد من الأطعمة، هذه ليست مكافأة جيدة، يمكنك جعل مكافأتك مناسبة لهذا النجاح، كأن تكون الخروج مع أصدقائك أو رحلة في الهواء الطلق وهكذا.
ويكون الحال كذلك مع كلّ نجاح تُحقّقه، الاستيقاظ في الخامسة صباحاً، الإقلاع عن التدخين، وهكذا.
ولهدم هذه العادة اعكس القانون، اجعلها غير مُرضية
بأن تُعاقب نفسك إذا لم تلتزم بالتخلص من عادتك السلبية، كان أحد الأطباء يحاول مساعدة مريضه للإقلاع عن التدخين، فأخبره بأن يتصل به كلما قام بتدخين سيجارة، ومع مرور الوقت، وجد المريض صعوبة في تبرير قيامه بالتدخين وأقلع عنها في النهاية.