امتلك قطعة ارض واحدة في خريطة الكون … فيها ستكون سكناي ومنها ستصير صيرورتي .. شببت ف الدنيا احلم بها واغني لها .. ارسم في خيالي كيف سيكون بيتي عليها … أعدت الرسم مئات المرات .. فحديقة الطفولة صارت ملعب للصبا ثم اصبحت غرفة مكتب عندما نضجت.
كان صباح خريفي عندما بدأت أولى احجار مسكني على ارضي الوحيدة … اخيرا الحلم سينير ارضي المظلمة .
صار الحلم يدفعني والحب يسكن داخلي فما اعدت له رحلة عمري قارب على الولادة … صارت الاحجار تعلو واحدا فوق الآخر… والملامح الأولية تظهر … انها مختلفة قليلا عما رجوته … لكن لا يهم! … فمن منا يصنع احلام خياله بالضبط؟ .انها خيلات في النهاية وليست خريطة موقع.
وبينما الجدار يعلو … صار حلمي يهبط. وطموحي يسكن بالقرب من قدمي … فالنتائج الأوليه تنذر بكارثة … صرت اتخيل ألوان الجدران التي قاربت على الانتهاء … اتخيل الوانها اثناء تأمل شقوق الحوائط وميل اعمدتها … صرت أمني نفسي بأن الدهانات ستجعل الحوائط أجمل وان تلك الشقوق ستختفي مع الزمن والميل سأتعامل معه وحلمي الذي مات لن اعود اتذكره … فلا يوجد حالم يتأمل جدارا آيل للسقوط ويظل في حالة هيام.
صار صبري يدفعني للإستمرار وإيجابيتي في التعامل مع الاكواب الفارغة اصبح همها إيجاد ولو نقطة ماء واحدة في اكواب منزلي الفارغة.
كاد المنزل ان ينتهي من البناء … بكيت عندما نصبت معظم جدرانه فاحلامي كانت تفقد عاما من عمرها مع كل حائط … كاد ان يصبح منزلي على أرضي الوحيدة .
ومع اقتراب النهاية نفذ الصبر ومات الحلم تماما والايجابية افقدها حجر سقط قبل ميعاده توازنها … واصبحت محاطا باحلامي الميتة وصبري الذي يرفض مرافقتي الرحلة والايجابية المترنحة … فقدت سلامي الداخلي ودعمي لنفسي ووقفت نفسي المحطمة المحبطة امام منزل في طور السقوط .. تتأمل برأس دامية حلمي الراقد خلفي. وبيد جحرت في بيت احبائها صرت اتلمس احجار منزلي … واسمع عبر اصابعي قصة معاناتها في حمل ثقلها لتسكن حائطها …لقد اصبحت بين المطرقة والسندان.
فهل سأسكن منزل بنيته بكل ما املك واعيش فيه مرعوبا من فكرة ان اقتل بحجر قبلت يوما ما ان يسكن ارضي … ام اهدم كل ما بنيت متجاهلا تعبي في ما صنعته بحب وابدأ من جديد علي ارضي الجريحة.
انه قرار صعب لا يفهمه إلا من خيّر بين ان يفقد عينه اليسرى ام اليمنى …. انه القرار اما بالسكنى فيما صنعت إلى ان اموت تحت جدرانه بدافع حب ما صنعت … او هدم منزل دفعت فيه نفسي ثمنا لينصب على الارض … هل اقلع احجاره التي بدأت بجرح رأسي واضمد جروح رأسي ليسكنها حلم جديد؟ … انها مفارق الطريق التي تنتزع نفسي فيها من سكونها.
صارت الاحجار تتساقط بسهولة فهي لم تبنى جيدا من الاساس … لم يعد يشغلني لون الجدران فلا توجد الوان مفضله للحطام … صار التراب يعلو في السما معلنا رحيل منزلي … وبينما الجدران تتهاوى كنت اكتشف يوما بعد يوم اني صنعت شركا لأسكنه … فمن يرى تلك الجدران يخيل له اني كنت اصنع قبرا مرتفعا لنفسي …
في اربع ليال تم إزالت ما بنيته في اربعة فصول … وتنفست الأرض الصعداء واختفت غيوم الاتربه … لكن ظلت رائحة بارود التفجير في الهواء.
#تسليم_خبرة
21 فبراير 2016
23 : 35
Samuel.G Basta
I am speechless
Wow
Very impressive
إعجابإعجاب