السطور التالية ليست مقالة … فهي ليست مجرد فكرة تسكن تحت عنوان شيق لتنتهي بخلاصة و تُذيل بآية لتسكن مكانها في الصفحات قبل الأخيرة.
السطور التالية هي حديث مباشر بين قلبين عبر السطور … هي أصدق ما يحمل القلب و أكثر الكلمات تعبيرا لمشاعره ..هي سطور في الحياة.
ليست مقالة … فسطور القلب وخلجات النفس أثمن من أن تُصنّف تحت “مقال” … فمهما عَبر القلب عن قصص الإختبار يظل الكثير هناك ليٌقال.
أعتدت أن أشجع نفسي في عبور طريق الحياة بأن أسأل أصحاب الشعر الأبيض من يمتلكون ضعف عمري من السنين و القامة الروحية ،من سلكوا الطريق قبلي .. أعتدت أن أسألهم : الرب بالنسبالك إيه؟
ساعة واحدة من الزمن لا تكفي إجابتهم … كلماتي عاجزة عن تصف سعادتهم .. وجههم المشرقة كانت تجعل وجهي يبتسم و عيوني تتلألأ بدموع الفرح.
أجدهم يحكون عن ساعات الحرب .. وقت ما مر الموت بجانبهم فتلامست أكتافهم .. لكن الرب نجاهم .. يحكون بضحك تلك الأيام التي صارفيها الخواء حال الجيب والثلاجة والبيت .. والرب سدد بطريقة معجزية .. تلك الأم التي ودعت إبنها ورافقته بصلاتها .. تحكي معيّة الخالق لأولاده .. فهو لاينسى الإبن والأم فالجميع لديه رعية … ذاك الجد الذي فقد شريكة حياته .. يلخص مابقى من عمره بعد رحيلها في أن الرب سنده و إن رحلت عنه حياته … سمعتهم يحكون قصصا من الماضي وكأنه أمس بل يرونها وكأن أحداثها تحدث هنا والآن.
إتفقوا جميعا على أن الرب صاحب إحسان وحنان ورحيم .. وأمام باب الموت يمتلك مخارج كثيرة .. كنت أبحث في أحاديثهم عن تلك الكلمة التي أعشقها: “الرب حبيبي” .. كانت تخرج من أفواههم و قلوبهم معها .. كانت مملؤة بروح العشرة ورائحة المسيح الذكية … كانت أدق وأصدق ما قالوا.
و عندما يحين الدور عليّ لأحكي عبر سطور هي ليست مقالة أجد أن مساحة النشر لا تكفي و مفردات اللغة لا توفي فالرب صالح .. الرب حنان وحكيم ، حافظ الإحسان ، لا ينعس لا ينام ، لا ينسى ، الرب يهتم بي ، الرب يقودني و الرب يحميني … أتحدث من حياتي القصيرة .. من قصص رعاية القدير التي بدأت قبل ميلادي .. الرب عظيم متسلط على الزمن .. الرب قدير يصنع عجبا .. الرب صالح في كل طرقة .. فالجميع يؤول لمجده ولصالحنا .. أنا أحب الرب لأنه أحبني أولا وبحث عني و نشلني من وحل العالم ليجلسني معه.
أترك الحديث مفتوحا فأي نهاية تناسب الحديث عن من لا نهاية له.
أترك السطور بلا خاتمة فالكلام لم ينتهي و العبارات لا تكفي واللغة لا تجدي في الحديث عن ذاك الذي تهتف الملائكة مغطاة الوجه في حضرته قدوس قدوس.
أترك السطور بلا نقطه نهاية لأنه مهما كان نور الماضي ستشرق شمس البر دائما لمن ينتظرونها بإيمان خارج الكهوف
أترك حديث القلب مفتوحا لأنه حان دورك لتقدم تمجيدا وحمدا من قلبك … فاشهد عن صاحب الإحسان .. فإختباراتنا لم تُعطى لنا للإستخدام الشخصي .. بل لتَنقل تشجيعا و تمجيدا لمن حولنا.
وللرب المجد دائما.
Samuel G. Basta
19 Nov 2014