لن تصدق أنه بهذه الأهمية بالنسبة للإنسان .. فمنذ ميلاد الإنسان و حتى رحيله موجود في حياته .. في طفولة الإنسان البريئة دائما ما كان يسكن أعلى السبورة ليكون واضحا ثابتا لا يمحى إلا مع تغير اليوم .. و في بداية شبابه سكن بطاقته و أوراق تعريفه و هو لا ينوى الرحيل … و عدد المرات التى سألوا الإنسان عنه فيها لا تنتهي … كما أنه يكون هناك عندما يرحل الإنسان عن كوكبنا … يبقى ليكمل باقى الدهر في أخر ما يملك الإنسان من أوراق رسمية …. إنه التاريخ الذي يرتبط بالإنسان من شهاده الميلاد و حتى شهاده الوفاه.
هذا الشئ الذي علم أجيالا لا تستوعبها مدارسنا … حمل لنا ذكريات ماضي و أشخاص لم يعد لها وجود … كثيرا ما أبكانا و صدمنا … لكنه لا يتغير و لا يملك أحد أن يغيره.
هذا التاريخ الذي يوجد مع كل حي على كوكبنا يحمل كاميرا ليحفظ بها حاضره للمستقبل … لتظل الصورة في ذاكرة الزمن ليجعل منها تاريخا يحكى.
كم من صور أخذ ، و لن يكتفي ، صور الأبطال في حروبهم و صمودهم و ضعفاتهم سجل ميلادهم و رحيلهم ، سجل صور غامضة و أخرى واضحة ، صور تفرح و أخرى مخزية ….. لم يكن صادقا دائما فزيف الإنسان أحيانا يغير في تفاصيل صوره.
يهوى التاريخ الصور الجماعية .. فهو يحمل في ألبومه صورا لشعوب تنشأ و أخرى تتهاوى في طريق الرحيل ، يملك صورا لبشر تصرخ و تضحك تحارب و تموت جوعا او من الملل … يضم الناس في صوره بعداله فهو يجمع الملك و خدامه في كادر واحد … يصور المدن بشعوبها او بدون عندما تقرر الناس الهجرة منها .. يحمل صورا لأمجاد و بطولات جيوش و يحتفظ لنا بأخرى تمثل شواهد قبورهم الجماعية … يملك صورا تحوي بشرا لم يكن بإرادتهم أن يكونوا في الصورة .. قد تجد نفسك في واحدة منهم و انت لا تدري !
أنه له الحق كل الحق في أن يوثق حياتك بدون إذنك .. إنه التاريخ ، إنه أنت مسجلا بعد رحيلك ، حاضرا بعد غيابك ، فصوره تجمد الحاضر للأبد … و لا تملك أن تغير ما فيها ، أنه يوجد في حياتك بكاميرته واضحا او متخفيا … لكنه بالتأكيد موجود و إن أنكرت …
هذا التاريخ لم يكل و لن يتوقف عن إلتقاط المزيد من الصور …. إنه ينتظر أن يلتقط لك صورة فهل أنت مستعد ؟
Samuel G. Basta
1 Jul 2011