إنطلق بروجي الإسيقاظ في أرجاء الكيان ليجتمع الكل إلي ساحة النفس.
إنها الباكرة بعد قليل … قبل الوقت الذي أعتاد عتاد الكيان على النهوض فيه .
كانت الأوامر واضحة … التجمع و فورا.
أعتليت منصة التركيز مع رئيس الأركان ” إرادتي ” … و راقبت بتحفز تَجمع القوات .
وقفت الكلمات مجتمعة ساكنة في موقعها فهي أول من يستعد للإنطلاق إلى أبعد مدى فقط إن أردت … تراصت حروفها و مصطلحاتها جميعا رهن الإشارة … فقط وجههم و ستنطلق الكلمات المناسبة صوب الهدف.
تجمعت العضلات التي لم تنم جيدا … مستعدة بتحفز مرهق لتبذل كل ما تملك … لتُشد على أخرها فقط لتوجه الكيان إلى العنوان الذي أقودها إليه …. كانت ضعيفة لكنها لن تقاومني .
صمتت أذني في أطراف معسكر الرأس في إنتظار نقل أي إشارة إلى مركز القيادة … إنها آذان تملك حاسة لا تنام … سَمعت الصمت يكسره صوت تحركاتي البطيئة و أصوات الصباح الجديد و فقط .
وقفت أفكاري الحاضرة مشتتة في صفوف غير منتظمة في منتصف الساحة و بذلت مع إرادتي جهدا لأجعلها تقف صامته في صفوف صغيرة يَظهرُ القليل منها فقط للواقف على المنصة .
تراصت صفوف من خيالة الخيال ، أسرع ما أملك من قوات ، متستعدة لتنطلق في أي صوب لتعيش هناك نيابة عني … و كانت الأوامر واضحة لهم … الإلتزام بأرض الواقع .
في صمت مهيب تقدمت قوات ذكريات الماضي إلى ضلع الزمن من ساحة النفس … ملأت معظمه و لم يحضر من الحاضر سوى سرية واحدة قليلة العدد ضعيفة العتاد و تُرك مربع واحد صغير لقوات ستأتي في المستقبل ، أعادت الذكريات تنظيم صفوفها في سرعة صامته لتُحضّرُ نفسها بترتيب منطقي ، فدفعت إلى المقدمة صف من ذكريات الماضي القريب الجريحة … وقفت في صمت تنتظر من لواء المشاعر الحضور .
تسارعت مشاعري القزمة لتملأ جانب العاطفة المتسع من ساحة النفس … إنتشرت كالأطفال في طابور الحرب … تبكي تارة و تغضب تارة ، تصدر أصواتا مترددة تقول كلاما عاطفيا لا فكرة فيه أرادت أن تعيد الكيان للنوم بقيادة القزم الشفقة على النفس فتصدت الإرادة … أرادت أن تسيطر على المنصة بطريقة درامية بقيادة القزم إحباط … تسارعت كتيبة من اليأس و التشتت لتملأ الصفوف الفارغة بين جنود الكيان …هتفت سرية من المرارة في قلب الطابور بصراخ غير منتظم من الآهات العميقة …. تم إستدعاء الدموع و إستعد الصوت ليتهدج … فتصدت لهم قوات الإرادة و الفكر الخاصة…. وقفت الإرادة في مواجهة لواء من المشاعر القزمة … و أعلنت بجزم … أن على الكيان أجمع الخضوع و السير في الخطة التي يريدها المالك و ليس من حق أي فصيل أن ينفصل عن الرتم حيث أن الكيان لا يجزأ و لا يسير في إتجاهين إلا إذا أعتله المرض ، صدرت اوامر واضحة لهم بالصمت و إلتزام مواقعهم فدورهم في المعارك هو رد الفعل و ليس الفعل .
ساد الصمت و كبتت الأقزام أصواتها الحادة و عاد الطابور لجديته .
تم إرسال إشارة للعيون لتبحث …
نظرت بعيناي التي إفقدت ظلام النوم إلى المحيط بي الذي لم يتغير منذ ليلة أمس العصيبة … فقط زاد نور النهار على ألوانها ، بحثت عن كتابي و نظارتي لأبدأ …
أعادت العضلات توجية الجسد ليجلس متستعدا أمام الكتاب و نظرت من خلف نظارتي إلى الأمام … و بجملة لاوجود لأقزام المشاعر فيها أعلنت قوات الكلمات بنبرات صوت يتحدث لأول مرة في هذا الصباح : عايز أشوفك … عايز أمجد أسمك يا رب .
نزلت من منصتي و اجتمع الكيان بلوائاته خلف قائد الأركان “إرادة” … وقف الكل منتظرا إنطلاق الأشارة …. لنبدأ طابور القائد لنحيي خالق الكل .
أعاد البروجي صوته بقوة ، ليعلن بداية طابور القائد … تقدمت الأرادة بثبات بإتجاه منصة القائد … لتتبعها باقي القوات ، صرخت الإرادة بقوة و هي تنظر للأمام : لليمين …. لليمين أنظر
و عبرت قواتي الداخلية أمام المنظة لتنظر لوجه الذي من نظروا إليه إستناروا … و قد كان .
عبرت الإرادة فظهرت الإبتسامة على وجه جامد.
مرت كتائب الكلمات فهتفت مجدا .
رفعت عضلاتي يداي حمدا .
و أستعدت أذاني لتسمع أصواتا من العرش .
و أنحصرت قوات الفكر فذاك الذي يحبني و أسلم نفسه من أجلي .
و أنطلقت خيول الخيال سابحة إلى السماء في إتجاه النور الأبيض العظيم .
و أعادت الذكريات ترتيب صفوفها الضخمة لتتقدم إلى الأمام قوات ذكريات الإحسان .
عبرت أقزام المشاعر فتهللت و تغير شكلها و إسمها و صارت كتلة من البهجه تملأ الصفوف و تقدمت سريه من أبواق الحمد لتتقدم القوات .
و نظرت عيناي ذاك القائد و تهللت فأغمضت ناظريها بسعادة لتبقي الرؤية السماوية و ليست المعتادة .
أعدت الدوران في طابور القائد مرات و مرات و أعلنت أمام القائد أن قيادة القوات بعدما أختبرت اليوم طابور القائد في ساحة النفس تود أن تبقى هنا مع القائد في حالة إنعقاد دائم.
Samuel G. Basta
30 Sep 2013
——————————–
بروجي : هو الشخص المسؤل عن صحيان الكتيبة في الجيش مستخدما بوق يسمى بروجي
… هذه القصة تدور في إطار ما يسمى في الجيش بطابور القائد … وفيه تصتطف القوات في مربع ناقص ضلع و يقف القائد على منصة في الضلع الناقص ثم تبدأ القوات في الدوران من أمام المنصة و النظر للقائد عندما يكونوا امامه بالضبط .. في تحية للقائد … تلتقي عيون الجنود بالقائد.