
من بين السطور و أحرف متنتورة و كلمات بينها مسافات و معاني ليها أبعاد أرجو منكي أن تجديها يا أمي … أنها وردة ورق.
لم يكن سهلا أن أدرك الحياة بدونك ، و لم يكن طبيعيا أن أصل للحياة بدونك ، فالأم قاسم مشترك بين الأحياء و الأموات و لو إختلفوا في كل شئ أخر تبقى الأم مصدرا ، و إن كنت اتشابه بين البشر فأنا متفردٌ بكِ فأنت ليست مثلهم ، هؤلاء الذين يملأون الأرض و يُنادون يوميا بـ “ماما ” بكل لغات الأرض ، فأنتِ أمي التي ناديتها بلغات الإحتياج المنطوقة و الصامته ، فهمتيني عندما عبرت و عندما لم أفهم أنا نفسي .
لن أعدد جمايلك فحدود الأرقام تقف سدا أمامي يمنعني من أجد أرقاما لكل إحسان … و لن أوفي الدين فهذا دينٌ لا يُوفى بما أعرف من ثروات … دينٌ سأحاول رده يوما لأولادي فدين الأباء يسدد للأبناء … و مهما كتبت أو قلت كلاما مما علمتيني .. سيبقى هناك ما لم يُعبر عنه .. فحقك أكبر مني!
سألتك فأجبتيني ؟ ناديتك فسمعتيني ؟ كنتي فعلي و رده … علمتيني أسماء الكون و أشياءه ، ألقنتيني السؤال و أعطيتيني الإجابة ، علمتيني الحروف و مخارجها دربتيني ندائك و لبيتيني ، تعلمت الفرحة منكِ عندما كنت أنهي وجبتي فتبتسمي .. أمشي دون تعثرٌ فتتهللي ، إكتسبت مهارات الحياة الأولى من مدرستك فأحببت التعليم و الحياه، رأيت الكون لأول مرة من فوق كتفك فكان جميلا.
يبقى الرمز رمزا مهما عبَر عن المرموز … يبقى دليلا مهما بلغ من الجمال ، بحثت عن رمزا يحمل معه عرفاني و حبي ، فتشت قاموس الكون عن مرادفا يوفي مرادي تعبيره ، فوجدت ذهبا لا لون له إذا غاب النور عنه ، و فضه تحمل برودة لا تناسب مشاعري وعطرا لا يبقى أبد الدهر في الهواء و وردا يذبل مهما كان لونه … ففكرت أن أهدي لك شيئا من عندكِ … أن أهدي كلاما !
فأنت من حملتيني مع كتبي و رضيتي أن تشاركني مجلاتي الحياه كأخ …كتبتي في قاموس حياتي كلماتي الأولى … أعطيتيني قلما و علمتيني كيف أسير بهدى السطر على الورقِ ،و كيف أعبر ما بداخلي و لم تهزائي بسطوري الأولى …
ماما .. يوما ما علمتيني الحروف و ها أنا أكتبها لكِ حاملة رائحة عطر ذكي مصدره أنت ، و أجمعها في ورقة لتكون كوردة.
من بين السطور و أحرف متنتورة و كلمات بينها مسافات و معاني ليها أبعاد أرجو منكي يا ماما أن تجديها .. إنها وردة ورق.
Samuel.G
21 March 2011
To My great Mother with love.